السلآم عليكم
من العنوان اتضح المقال - كما يقال - .. فانتشار ظاهرة رسائل : " انشر تؤجر " عبر الجوال أو البريد
الاليكتروني أمرٌ يستدعي النقاش حوله .. و لابد من التعقّل قبل إيثار العاطفة و الحماس ..
كثيراً ما نرى تلك الرسائل المذيلة ب:
( سارع بالنشر و لك الأجر ) .. ( لا تبخل على نبيك بضغطة زر ..! ).. .. و نحوها ..
فيبادر البعض و قد أخذه الحماس للنشر بلا تردد .. دون التأكد من صحة ما كُتِب .. و التثبت منها ..
مما أدى ذلك انتشار كثير من البدع و الخرافات و كأننا نروّج لها و نحن لا نشعر ..!
و قد قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " البدعة في الشرع المطهر هي كل عبادة أحدثها الناس ليس لها أصل في الكتاب ولا في السنة ولا في عمل الخلفاء الأربعة الراشدين "
و كم نقرأ أموراً و أدعية عجيبة يُنصح بها .. و من قالها كان له كذا و كذا .. أليس هذا من البدع ..؟
.. بل انتشار أحاديث موضوعة لا تصح عن النبي صلى الله عليه و سلم .. و أدعية مكذوبة ..!
و الجميع يعلم منذ الصغر قوله عليه الصلاة و السلام : (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)..
و كثير من تلك الرسائل مجهولة المصدر و لا يعلم قائلها .. !
أعلم يقيناً جازماً أن القصد محبة الخير و نشره .. و الدال على الخير كفاعله .. لكن .. أين التروي و التثبت ..و الآداب التي يلزم مراعاتها ..؟
ذكر د. فهد السنيدي في بيان خطورة تلك الرسائل .. فكان مما كتب:
(أن هناك رسالة سارت بها الركبان ومضمونها اتصل بالرقم.. في كندا وصوت لصالح نبيك ولا تبخل على نبيك بدقيقة من وقتك، انشر تؤجر وبعد التثبت من الرقم اتضح أن إحدى الشركات في كندا اتفقت مع شركة الاتصالات الكندية تخصيص الرقم ونشره بين المسلمين، من أجل كسب أموال طائلة قدرت بأربعين مليون دورلار في شهر واحد، فقد استغلت تلك الشركة عاطفة المسلمين تجاه نبيهم واستطاعت كسب تلك الأموال بسبب الاندفاع والحماس غير المنضبط. أ ه).
و ثمة أسئلة تنتظر إجابتكم الشافية:
كيف السبيل لإيقاف مثل تلك الرسائل الغير متثبّتة ..؟
و ما هو دوري و دورك حينما تصلك مثلها ..؟
دعونا هنا نعيد النظر و نزيد من ثقافة نشر الخير .. و لنكن أكثر اتزانا ..