][ فضائله ][
- :
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا * وَ دَاعِيًا
إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرَاجًا مُّنِيرًا * وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللهِ
فَضْلًا كَبِيرًا } ( الأحزاب )
- { مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَ لَكِن رَّسُولَ اللهِ وَ خَاتَمَ
النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا } ( الأحزاب )
- { وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } ( الأنبياء )
- و قال صلى الله عيه و سلم :
'أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ، و أنا أول من يقرع باب الجنة'
صحيح مسلم .
- و قالصلى الله عليه وسلم :
' أنا أول شفيع في الجنة ، لم يُصدق نبي من الأنبياء ما صدقت ،
و إن نبيًا من الأنبياء ما صدقه من أمته إلا رجل واحد '
صحيح مسلم .
- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
' أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، و أول من تنشق عنه الأرض ،
و أول شافع و مشفع ' صحيح مسلم.
- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
' فُضلت على الأنبياء بِسِت: أُعطيت جوامع الكلم ، و نُصرت
بالرعب ، و أُحلّت لي الغنائم ، و جُعلت لي الأرض مسجدًا
و طهوراً ، و أُرسلت إلى الخلق كافة ، و خُتم بي النبيون '
رواه الترمذي و ابن ماجه و هو حديث حسن صحيح .
- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
' إن مثلي و مثل الأنبياء قبلي ، كـ مثل رجل بنى بنيانًا
فـ أحسنه و أجمله ، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه ،
فـ جعل الناس يطوفون به و يعجبون لـه ، و يقولون :
هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال :
فـ أنا اللبنة ، و أنا خاتم النبيين ' رواه البخاري و مسلم .
- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
' إني عند الله مكتوب خاتم النبيين ، و إن آدم لـ منجدل في
طينته ، و سـ أخبركم بـ أول أمري :
دعوة إبراهيم ، و بشارة عيسى ، و رؤيا أمي التي رأت حين
وضعتني ، و قد خرج لها نور أضاءت لها منه قصور الشام ' .
رواه أحمد و الطبراني و البيهقي و صححه ابن حبان
( لـ منجدل : ملقى على الأرض )
][ لـــونه ][
عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم و ما على وجه الأرض
رجل رآه غيري قال:
فـ كيف رأيته ؟ قال:
كان أبيض مليحًا مقصداً . رواه مسلم
و عن أنس رضي الله عنه :
كان النبي صلى الله عليه و سلم أزهر اللون ليس بـ أبيض أمهق
و لا آدم . رواه البخاري و مسلم
و الأزهر: هو الأبيض المستنير المشرق ،
و هو أحسن الألوان .
و عن أبي الطفيل رضي الله عنه :
كان النبي صلى الله عليه و سلم أبيض مليحًا مقصدًا . رواه مسلم
و عن أبي جحيفة رضي الله عنه :
كان النبي صلى الله عليه و سلم أبيض قد شاب .
رواه البخاري و مسلم .
و عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
كان النبي صلى الله عليه و سلم أبيض مشرباً بياضه حمرة .
رواه أحمد و الترمذي و البزار و ابن سعد و أبو يعلى و الحاكم
و صححه و وافقه الذهبي .
][ وجهه ][
كان الرسول صلى الله عليه الصلاة و السلام
أسيَل الوجه ، مسنون الخدين ، و لم يكن مستديرًا غاية التدوير،
بل كان بين الاستدارة و الإسالة ، و هو أجمل عند كل ذي ذوق
سليم . و كان وجهه مثل الشمس و القمر في الإشراق و الصفاء ،
مليحًا كـ أنما صيغ من فضة لا أوضأ و لا أضوأ منه .
و عن كعب بن مالك رضي الله عنه :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا سُرّ استنار وجهه حتى كـ أنه قطعة قمر .
رواه البخاري و مسلم.
و عن أبي إسحاق قال :
سُئل البراء أكان وجه النبي صلى الله عليه و سلم مثل السيف؟
قال : لا ، بل مثل القمر . رواه البخاري .
و قال أبو هريرة :
ما رأيت شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
كأن الشمس تجري في وجهه .
و عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :
' رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
في ليلة إضحيان ( مقمرة ) ، و عليه حُلَّة حمراء ،
فـ جعلتُ أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و إلى القمر ،
فـ إذا هو عندي أحسنُ من القمر .][ جبينه ][
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
' كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أسيل الجبين'
( الأسيل : هو المستوي ) ،
أخرجه عبد الرازق و البيهقي ابن عساكر .
و عن عائشة رضي الله عنها قالت :
كان صلى الله عليه و سلم
أجلى الجبهة ، إذا طلع جبينه من بين الشعر ، أو طلع في فلق
الصبح ، أو عند طفل الليل ، أو طلع بـ وجهه على الناس تراءوا
جبينه كـ أنه ضوء السرج المتوقد يتلألأ ،
و كان النبي صلى الله عليه و سلم و اسع الجبهة .
رواه البيهقي في دلائل النبوة و ابن عساكر .
][ عيناه ][
كان النبي صلى الله عليه و سلم
أكحل العينين أهدب الأشفار إذا وطئ بـ قدمه وطئ بـ كلّها ليس
له أخمص إذا وضع رداءه عن منكبيه فـ كأنه سبيكة فضة '
رواه البيهقي و حسنه الألباني .
و كان صلى الله عليه و سلم
' إذا نظرت إليه قُلت أكحل العينين و ليس بـ أكحل '،
رواه الترمذي .
و عن علي رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
عظيم العينين ، هَدِبُ الأشفار، مشرب العينين بـ حمرة.
رواه أحمد و ابن سعد و البزار .
و معنى [ مشرب العينين بـحمرة : أي عروق حمراء رقاق ]
و عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :
كنت إذا نظرت إليه قلت :
أكحل العينين و ليس بـ أكحل صلى الله عليه و سلم .
رواه الترمذي و أحمد و أبو يعلى و الحاكم و الطبراني في الكبير.
][ أنفه ][
يحسبه من لم يتأمله أشمًا و لم يكن أشمًا و كان مستقيمًا ،
أقنى أي طويلاً في وسطه بعض ارتفاع ، مع دقة أرنبته
( الأرنبة : هي ما لان من الأنف )
][ خـدّاه ][
عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال :
' كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
يُسَلِّمُ عن يمينه و عن يساره حتى يُرى بياض خده ' ،
أخرجه ابن ماجه و قال مقبل الوادي هذا حديث صحيح .
قال يزيد الفارسي رضي الله عنه :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم جميل دوائر الوجه .
رواه أحمد .
][ رأسه ][
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ضخم الرأس .
رواه أحمد و البزار و ابن سعد
قالت هند بن أبي هالة رضي الله عنها :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم عظيم الهامة .
رواه الطبراني في الكبير و الترمذي في الشمائل
][ فمه و أسنانه ][
عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ضليع الفم .
قال شعبة : قلت لـ سماك :
ما ضليع الفم ؟ قال: عظيم الفم . رواه مسلم.
و عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال :
' كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
ضليع الفم ( أي واسع الفم ) جميلهُ ، و كان من أحسن عباد
الله شفتين و ألطفهم ختم فم . و كان وسيمًا أشنب أبيض الأسنان
مفلج ( متفرق الأسنان ) بعيد ما بين الثنايا و الرباعيات ،
أفلج الثنيَّتين ( أي الأسنان الأربع التي في مقدم الفم ،
ثنتان من فوق و ثنتان من تحت )
إذا تكلم رُئِيَ كـ النور يخرج من بين ثناياه ‘ .
و عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
أفلج الثنيتين ، إذا تكلم رُئي كـ النور يخرج من بين ثناياه .
رواه الدرامي و الترمذي في الشمائل .
و أفلج الثنيتين أي متفرق الأسنان الأربع التي في مقدم الفم ،
ثنتان من فوق و ثنتان من تحت .
][ سمعه ][
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال :
بينما النبي صلى الله عليه و سلم في حائط لـ بني النجار على بغلة له
و نحن معه ، إذ حادت به فـ كادت تلقيه ، و إذا أقبر ستة أو
خمسة أو أربعة، فـ قال :
'من يعرف أصحاب هذه الأقبر ؟ ' .
فـ قال رجل : أنا .
قال: 'فمتى مات هؤلاء ؟'.
قال: ماتوا على الإشراك .
فـ قال :
' إن هذه الأمة تبتلى في قبورها . فـ لولا ألا تدافنوا
لـ دعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه .
رواه مسلم .
][ صوته ][
عن أم معبد رضي الله عنها ، قالت :
كان في صوت رسول الله صلى الله عليه و سلم صهل .
رواه الطبراني في الكبير و الحاكم و قال صحيح الإسناد
و وافقه الذهبي .
عن أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها ، قالت :
إني كنت لأسمع صوت رسول الله صلى الله عليه و سلم
و أنا على عريشي . يعني قراءته في صلاة الليل .
رواه أحمد و النسائي و ابن ماجه و الحاكم و الطبراني .
][ ريقـه ][
لقد أعطى الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم خصائص كثيرة
لـ ريقه الشريف ، و من ذلك أن ريقه صلى الله عليه و سلم
فيه شفاء للـ عليل ، و رواء للـ غليل و غذاء و قوة و بركة و نماء.
فكم داوى صلى الله عليه و سلم بـ ريقه الشريف
من مريض فـ برئ من ساعته !
جاء في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال :
' قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر :
لأعطِيَنَّ الراية غداً رجلاً يفتح الله على يديه ، يحب الله و رسوله ،
و يحبه الله و رسوله . فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم و كلهم يرجو أن يُعطاها ،
فـ قال صلى الله عليه و سلم :
أين علي بن أبي طالب ؟
فـ قالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه .
قال: فـ أرسلوا إليه .
فـ أُتِيَ به و في رواية مسلم : قال سلمة : فـ أرسلني رسول الله
صلى الله عليه و سلم إلى علي ، فـ جئت به أقوده أرمد
فـ تفل رسول الله صلى الله عليه و سلم في عينيه ،
فـ برئ كأنه لم يكن به وجع ...
و عن يزيد بن أبي عبيد قال :
'رأيت أثر ضربة في ساق سلمة فـ قلت :
يا أبا مسلم ما هذه الضربة ؟ قال :
هذه ضربة أصابتها يوم خيبر ، فـ قال الناس أصيب سلمة ...
فـ أتيت النبي صلى الله عليه و سلم
فـ نفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكيت حتى الساعة ' ،
أخرجه البخاري .
و روي عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال :
' أصيبت عين أبي ذر يوم أحد فـ بزق فيها النبي
صلى الله عليه و سلم فـ كانت أصح عينيه ' ،
أخرجه البخاري .
][ عنقه و رقبته ][
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال :
' كأن عنق رسول الله صلى الله عليه و سلم إبريق فضة '
أخرجه ابن سعد في الطبقات و البيهقي .
و عن عائشة رضي الله عنها قالت :
' كان أحسن عباد الله عنقاً ، لا ينسب إلى الطول و لا إلى
القصر ، ما ظهر من عنقه للشمس و الرياح فـ كأنه إبريق فضة
يشوب ذهباً يتلألأ في بياض الفضة و حمرة الذهب ، و ما غيب
في الثياب من عنقه فـ ما تحتها فـ كأنه القمر ليلة البدر'
أخرجه البيهقي و ابن عساكر.
][ منكِباه ][
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
كان النبي صلى الله عليه وسلم بعيد ما بين المنكبين .
رواه البخاري و مسلم .
و المنكب هو : مجمع العضد والكتف .
و المراد بـ كونه بعيد ما بين المنكبين أنه عريض أعلى الظهر و يلزمه
أنه عريض الصدر مع الإشارة إلى أن بُعد ما بين منكبيه لم يكن
منافيًا للـ إعتدال . و كان كَتِفاه عريضين عظيمين .
][ كفاه ][
عن أنس أو جابر بن عبد الله قال :
أن النبي صلى الله عليه و سلم
" كان ضخم الكفين لم أر بعده شبهاً له "
أخرجه البخاري .
لذا كان النبي صلى الله عليه و سلم رحب الراحة
( أي واسع الكف ) كفه ممتلئة لحمًا ، غير أنّها مع غاية ضخامتها
كانت لَيِّنَة أي ناعمة .
و عن أنس رضي الله عنه قال :
" ما مسست حريرًا و لا ديباجًا ألين من
كف النبي صلى الله عليه و سلم "
أخرجه البخاري و مسلم .
و عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال :
خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم بـ الهاجرة إلى البطحاء ...
و قام الناس فـ جعلوا يأخذون يديه ، فـ يمسحون بها وجوههم .
قال : فـ أخذت بيده فـ وضعتها على وجهي ، فـ إذا هي أبرد
من الثلج ، و أطيب رائحة من المسك .
أخرجه البخاري .
و عن جابر بن سمرة رضي الله عنه ، قال :
صليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاة الأولى ، ثم
خرج إلى أهله ، و خرجت معه ، فـ استقبله ولدان ، فـ جعل
يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًا . قال : و أما أنا فـ مسح
خدي . قال : فـ وجدت لـ يده برداً أو ريحاً كـ أنما أخرجها
من جونة عطار . أخرجه مسلم .
و عن عبد الله بن مسعود ، قال :
' كنا نَعُد الآيات بَركة ، و أنتم تَعُدونها تخويفاً ، كنا مع رسول
الله صلى الله عليه و سلم في سفر فـ قَلَّ الماء ،
قال عليه الصلاة و السلام :
اطلبوا لي فضلة من ماء . فـ أدخَل يده في الإناء
و قال : حَيّ على الطَّهور المبارك ، و البركة من الله .
و يقول ابن مسعود :
لقد رأيتُ الماء ينبع من بين أصابع الرسول صلى الله عليه و سلم ،
و لقد كنا نسمع تسبيح الطعام و هو يُؤكل '
رواه البخاري .
عن إياس بن سلمة ، حدثني أبي ، قال :
غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم حنيناً إلى أن قال :
و مررت على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو على بغلته
الشهباء .. فـ لما غشوا رسول الله صلى الله عليه و سلم نزل عن
بغلته ، ثم قبض قبضة من تراب الأرض ، ثم استقبل به و جوههم
فـ قال : 'شاهت الوجوه ، فـ ما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ
عينيه ترابًا بـ تلك القبضة ' فـ ولوا مدبرين . أخرجه مسلم.
][ صَدره ][
قالت هند بن أبي هالة رضي الله عنها :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم سواء البطن و الصدر ،
عريض الصدر . رواه الطبراني و الترمذي في الشمائل .
قالت عائشة رضي الله عنها :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم عريض الصدر ممسوحة ،
كأنه المرايا في شدتها و استوائها ، لا يعدو بعض لحمه بعضًا ،
على بياض القمر ليلة البدر ، موصول ما بين لبته إلى سرته
شعر منقاد كـ القضيب ، لم يكن في صدره و لا بطنه شعر غيره .
رواه ابن نعيم و ابن عساكر و البيهقي .
][ ساقاه ][
عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال :
'... و خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم كـ أني أنظر إلى
بيض ساقيه ' ، أخرجه البخاري في صحيحه .
][ قدماه ][
قالت هند بن أبي هالة رضي الله عنها :
' كان النبي صلى الله عليه و سلم خمصان الأخمصين
( الأخمص من القدم ما بين صدرها و عقبها ،
و هو الذي لا يلتصق بـ الأرض من القدمين ،
يريد أن ذلك منه مرتفع )
مسيح القدمين ( أي ملساوين ليس في ظهورهما تكسر )
وسشن الكفين و القدمين ( أي غليظ الأصابع و الراحة)
رواه الترمذي في الشمائل و الطبراني .
و كان صلى الله عليه و سلم أشبَهَ النَّاس بـ سيدنا إبراهيم
عليه السلام ، و كانت قدماه الشَّريفتان تشبهان قدمي سيدنا
إبراهيم عليه السلام كما هي آثارها
في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في حديث الإسراء
في وصف سيدنا إبراهيم عليه السلام :
'و رأيت إبراهيم و أنا أشبه ولده به ‘ ( صحيح البخاري )
و كان أبو جهم بن حذيفة القرشي العدوي الصحابي الجليل ، يقول :
ما رأيت شبهاً كـ شبه قدم النبي صلى الله عليه و سلم
بـ قدم إبراهيم التي كنا نجدها في المقام .
][ قامته و طوله ][
و عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الناس وجهًا
و أحسنهم خلقاً ، ليس بـ الطويل البائن و لا بـ القصير .
رواه البخاري و مسلم .
][ مشيته ][
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
' ما رأيتُ شيئًا أحسن من رسول الله صلى الله عليه و سلم
كأنَّ الشمس تجري في وجهه ، و ما رأيت أحدًا أسرع من رسول
الله صلى الله عليه و سلم كـ أنَّما الأرض تطوى له ،
إنَّا لـ َنُجهد أنفسنا و إنَّه غير مكترث ‘ .
و عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه و سلم
كان إذا مشى تَكَفَّأ
( أي مال يميناً و شمالاً و مال إلى قصد المشية )
و يمشي الهُوَينا ( أي يُقارِب الخُطا )
و عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم
كان إذا مشى ، مشى مجتمعًا ليس فيه كسل '،
( أي شديد الحركة ، قوي الأعضاء غير مسترخ في المشي )
رواه أحمد .
][ التفاته ][
كان صلى الله عليه و سلم إذا التفت التفت معاً
أي بـ جميع أجزائه فـ لا يلوي عنقه يمنة أو يسرة
إذا نظر إلى الشيء لما في ذلك من الخفة و عدم الصيانة
و إنّما كان يقبل جميعًا و يُدبِر جميعاً لـ أن ذلك أليَق بـ جلالته
و مهابته هذا بـ النسبة للـ إلتفات وراءه ،
أمّا لو التفت يمنة أو يسرة فـ الظاهر أنه كان يلتفت
بـ عنقه الشريف .
][ خاتم النبوة ][
هو خاتم أسود اللون مثل الهلال و في رواية أنه أخضر اللون ،
و في رواية أنه كان أحمر ،
و في رواية أخرى أنه كـ لون جسده .
و يبلغ حجم الخاتم قدر بيضة الحمامة ،
و ورد أنه كان على أعلى كتف النبي صلى الله عليه و سلم الأيسر
عن جابر بن سمرة قال :
رأيت الخاتم بين كتفي رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
غُدة حمراء مثل بيضة الحمامة يشبه جسده .
][ رائحته ][
عن أنس رضي الله عنه قال :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ ، إذا مشا تكفأ ، و ما مسحت
ديباجًا و لا حريرًا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه و سلم
و لا شممت مسكاً و لا عنبرًا أطيب من
رائحة النبي صلى الله عليه و سلم .
و عن أنس أيضًا قال :
' دخل علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم
فـ َقَال ( أي نام ) عندنا ، فـ عرِقَ و جاءت أمي بـ قارورة
فـ جعلت تَسلُتُ العَرَق ، فـ استيقظ النبي صلى الله عليه و سلم
فـ قال: يا أم سُلَيم ما هذا الذي تصنعين ؟
قالت : عَرَق نجعله في طيبنا و هو أطيَب الطيب'
رواه مسلم .
و كان صلى الله عليه و سلم
إذا صافحه الرجل وجد ريحه ، و إذا وضع يده على رأس صبي
فـ يظل يومه يُعرَف من بين الصبيان بـ ريحه على رأسه .
يقول جابر بن سمرة :
ما سلك رسول الله صلى الله عليه و سلم
طريقًا فـ يتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرقه ،
و قد كنت صبياً ، فـ مسح خدي فـ وجدت لـ يده
بردًا أو ريحًا كـ إنما أخرجها من جونة عطار .
][ كلامه ][
:
{ وَ النَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَ مَا غَوَى *
وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } ( النجم )
كان النبي صلى الله عليه و سلم
يمتاز بـ فصاحة اللسان ، و بلاغة القول ، و كان من ذلك
بـ المحل الأفضل ، و الموضع الذي لا يجهل ، سلاسة طبع ،
و نصاعة لفظ و جزالة قول ، و صحة معان ، و قلة تكلف ،
أوتي جوامع الكلم ، و خص بـ بدائع الحكم ، و علم ألسنة العرب،
يخاطب كل قبيلة بـ لسانها ، و يحاورها بـ لغتها ، اجتمعت له قوة
عارضة البادية و جزالتها ، و نصاعة ألفاظ الحاضرة و رونق كلامها
إلى التأييد الإلهي الذي مدده الوحي ، لـ ذلك كان يقول :
لـ عبد الله بن عمرو :
اكتب فـ والذي نفسي بـ يده ما خرج مني إلا الحق .
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :
' بُعثت بـ جوامع الكلم ، و نصرت بـ الرعب ، فـ بينما أنا نائم
رأيتني أوتيت بـ مفاتيح خزائن الأرض ، فـ وضعت في يدي '
مسند الإمام أحمد .
و كان كلامه صلى الله عليه و سلم
بَيِّن فَصْل ظاهر يحفظه من جَلَس إليه ،
و قد ورد في الحديث الصحيح :
'كان ' يُحَدِّث حديثاً لو عَدَّه العادُّ لـ أحصاه .
و كان صلى الله عليه و سلم
يُعيد الكلمة ثلاثاً لِـ تُعقَل عنه' رواه البخاري .
][ ضحكه ][
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
‘ لا يضحك إلا تَبَسُّماً ، و كنتَ إذا نظرتَ إليه
قُلتَ أكحل العينين و ليس بـ أكحل '، حسن رواه الترمذي.
و عن عبد الله بن الحارث قال :
' ما رأيتُ أحداً أكثر تبسمًا من الرسول صلى الله عليه و سلم ،
و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يُحَدِّث حديثاً إلا تبَسَّم
و كان مِن أضحك الناس و أطيَبَهم نَفسًا' .
و كان صلى الله عليه و سلم
إذا ضحك بانت نواجذه أي أضراسه
من غير أن يَرفع صوته ، و كان الغالب من أحواله التَّبَسُّم .
يقول خارجة بن زيد :
كان النبي صلى الله عليه و سلم
أوقر الناس في مجلسه لا يكاد يخرج شيئاً من أطرافه ،
و كان كثير السكوت ، لا يتكلم في غير حاجة ، يعرض عمن تكلم
بـ غير جميل ، كان ضحكه تبسماً ، و كلامه فصلاً ، لا فضول
و لا تقصير ، و كان ضحك أصحابه عنده التبسم ،
توقيراً له و اقتداءً به .
قال أبو هريرة رضي الله عنه :
كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
إذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر .
رواه عبد الرزاق في مصنفه .
][ خاتمه ][
كان خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم
من فضة ، نقش عليه من
الأسفل إلى الأعلى 'محمد رسول الله'،
وذلك لكي لا تكون كلمة 'محمد' صلى الله عليه وسلم
فوق كلمة 'الله' سبحانه و تعالى .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
' لما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم
أن يكتب إلى العجم ، قيل له : إن العجم لا يقبلون إلا كتابًا
عليه ختم ، فـ اصطنع خاتمًا ، فـ كأني أنظر إلى بياضه في كفه '،
رواه الترمذي في الشمائل و البخاري و مسلم.
و عن ابن عمر رضي الله عنه قال :
' اتخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم خاتماً من ورِق
( أي من فضة ) فـ كان في يده ، ثم كان في يد أبي بكر
و يد عمر ، ثم كان في يد عثمان ، حتى وقع في بئر أريس '
و أريس بـ فتح الهمزة و كسر الراء ،
هي بئر بـ حديقة من مسجد قباء .
][ وصف أم معبد ][
قالت أم معبد الخزاعية في وصف
رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم لـ زوجها ،
حين مر بـ خيمتها مُهاجراً :
رجل ظاهر الوضاءة ، أبلج الوجه ، حسن الخلق لم تعبه تجلة ،
و لم تزر به صعلة ، وسيم قسيم ، في عينيه دعج ، و في أشعاره
وطف ، و في صوته صحل ، و في عنقه سطح ، أحور ، أكحل ،
أزج ، أقرن ، شديد سواد الشعر ، إذا صمت علاه الوقار ،
و إن تكلم علاه البهاء ، أجمل الناس و أبهاهم من بعيد ،
و أحسنهم و أحلاهم من قريب ، حلو المنطق ، فضل، لا نزر
و لا هذر ، كـ أن منطقه خرزات نظمن يتحدرن ، ربعة ،
لا تقحمه عين من قصر و لا تشنؤه من طول ، غصن بين غصنين
فـ هو أنظر الثلاثة منظراً ، و أحسنهم قدراً ، له رفقاء يحفون به
إذا قال استمعوا لـ قوله ، و إذا أمر تبادروا إلى أمره ،
محفود ، محشود ، لا عابس و لا مفند .
][ وصف علي بن أبي طالب ][
قال علي رضي الله عنه
و هو ينعت رسول الله صلى الله عليه و سلم
لم يكن بـ الطويل الممغط ، و لا القصير المتردد ، و كان ربعة من
القوم ، لم يكن بـ الجعد القطط ، و لا بـ السبط ، و كان جعداً
رَجلاً ، و لم يكن بـ المطهم و لا بـ المكلثم ، و كان في الوجه تدوير،
و كان أبيض مشرباً ، أدعج العينين ، أهدب الأشفار ، جليل
المشاش و الكتد ، دقيق المسربة ، أجرد ، شثن الكفين و القدمين
، إذا مشى تقلع كـ أنما يمشي في صبب ، و إذا التفت التفت معاً ،
بين كتفيه خاتم النبوة ، و هو خاتم النبيين ، أجود الناس كفاً ،
و أجرأ الناس صدراً ، و أصدق الناس لهجة ، و أوفى الناس
ذمة ، و ألينهم عريكة ، و أكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ،
و من خالطه معرفة أحبه ، يقول ناعته :
لم أر قبله و لا بعده مثله صلى الله عليه و سلم .
][ وصف هند بنت أبي هال ][
كان رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم
متواصل الأحزان ، دائم الفكرة ، ليست له راحة ، و لا يتكلم في
غير حاجة ، طويل السكوت ، يفتتح الكلام و يختمه بـ أشداقه
لا بـ أطراف فمه ، و يتكلم بـ جوامع الكلم ، فصلاً لا فضول فيه
و لا تقصير دمثاً ليس بـ الجافي و لا بـ المهين ، يعظم النعمة
و إن دقت ، لا يذم شيئاً ، و لم يكن يذم ذواقاً -ما يطعم-
و لا يمدحه ، و لا يقام لـ غضبه إذا تعرض للـ حق بـ شيء
حتى ينتصر له لا يغضب لـ نفسه، و لا ينتصر لها - سماح -
و إذا أشار أشار بـ كفه كلها ، و إذا تعجب قلبها ، و إذا غضب
أعرض و أشاح ، و إذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم ،
و يفتر عن مثل حب الغمام .
و كان يخزن لسانه إلا عما يعنيه . يؤلف أصحابه و لا يفرقهم ،
يكرم كريم كل قوم ، و يوليه عليهم ، و يحذر الناس ،
و يحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد منهم بشره .
يـ تفقد أصحابه - و يسأل الناس عما في الناس ، و يحسن الحسن
و يصوبه ، و يقبح القبيح و يوهنه ، معتدل الأمر ، غير مختلف ،
لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا لـ كل حال عنده عتاد ، لا يقصر
عن الحق ، و لا يجاوزه إلى غيره الذي يلونه من الناس خيارهم ،
و أفضلهم عنده أعمهم نصيحة ، و أعظمهم عنده منزلة
أحسنهم مواساة و مؤازرة .
كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ، و لا يوطن الأماكن
- لا يميز لـ نفسه مكاناً - إذا انتهى إلى القوم جلس حيث ينتهي
به المجلس ، و يأمر بـ ذلك ، و يعطي كل جلسائه نصيبه حتى
لا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه ، من جالسه أو قاومه
لحاجة صابره حتى يكون هو المنصرف عنه ، و من سأله حاجة لم
يرده إلا بها أو بـ ميسور من القول ، و قد وسع الناس بسطه
و خلقه ، فـ صار لهم أبا ، و صاروا عنده في الحق مُتقاربين .
يتفاضلون عنده بـ التقوى ، مجلسه مجلس حلم و حياء و صبر
و أمانة ، لا ترفع فيه الأصوات ، و لا تؤبن فيه الحرم
- لا تخشى فـ لتاته- يتعاطفون بـ التقوى ، يوقرون الكبير ،
و يرحمون الصغير ، و يرفدون ذا الحاجة ، و يؤنسون الغريب .
كان دائم البشر، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بـ فظ، ولا
غليظ، و لا صخاب ، و لا فحاش ، و لا عتاب ، و لا مداح ،
يتغافل عما لا يشتهي ، و لا يقنط منه قد ترك نفسه من ثلاث
الرياء ، و الإكثار ، و ما لا يعنيه ،
و ترك الناس من ثلاث
لا يذم أحداً ، و لا يعيره ، و لا يطلب عورته ،
و لا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه ، إذا تكلم أطرق جلساؤه ،
كـ أنما على رؤوسهم الطير ، و إذا سكت تكلموا .
لا يتنازعون عنده الحديث . من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ ،
حديثهم حديث أولهم ، يضحك مما يضحكون منه ، و يعجب مما
يعجبون منه ، و يصبر للـ غريب على الجفوة في المنطق ،
و يقول : إذا رأيتم صاحب الحاجة يطلبها فـ أرفدوه ،
و لا يطلب الثناء إلا من مكافئ .
][ وصف عمرو بن العاص ][
عن ابن شُمَاسَةَ المهَرِيِّ قال
حضرنا عمرو ابن العاص فـ ذكر لنا حديثاً طويلاً فيه :
' و ما كان أحدٌ أحب إليَّ من رسول الله صلى الله عليه و سلم،
و لا أجلَّ في عيني منه ، و ما كنت أطيقُ أن أملأ عيني منهُ
إجلالاً له ، و لو سئلتُ أن أصفه
' ما أطقت ، لـ أني لم أكن أملأ عيني منه ‘